cont-ents.com
أكتوبر 3, 2024
كلام معاد لابد منه ..
تعليقاً علي ما أثاره نعى “حسن نصرالله” رحمه الله ،،
فى البداية أننى مختلف فكرياً وسياسياً,
مع كل تيار الإسلام السياسى . ضد نموذج الدولة الدينية
( النظام الثيوقراطي) . مثال “إيران”
و لكل مقام مقال .فنحن أمام حدث جلل ،
شعب أعزل محاصر,
يواجه عدو صهيونى مسعور متغطرس.لا يرحم بشراً
ولا حجراً يدمر الأخضر واليابس ،
فحرب الإبادة الجماعية .التهجير القسرى .الفصل العنصرى .
التجويع والتشريد. التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى ,
والممتدة داخل لبنان الآن .
هى واحدة من أسوأ جرائم العصر الحديث ،
من فيتنام إلى رواندا ، من غينيا إلى السودان .
من الهولوكوست إلى مينمار .مروراً بمسلمى البوسنة
لم يشهد سجل الإبادة الجماعية جريمة بهذا الدعم العلنى،
ربما فى الجرائم السابقة
شهدت تواطئاً بدرجة ما من مراكز الغرب الرأسمالى ،
بينما فى الحرب الدائرة إجتمع الغرب على إبادة الشعب الفلسطينى .
داعمين علنياً بالمال والسلاح والدبلوماسية وسط تواطؤ عربى مهين .
عوداً على ذى بدء.
وبسبب ترحمى على شهيد القضية “حسن نصرالله ” رحمه الله عليه
فقد تم إتهامى من قبل موزعى صكوك الغفران ,
تارة بالتشيع وتارة بالزندقة والكفر المستتر
وفى أقل الردود تشنجاً تم إتهامى بإثارة الفتن !
ولم لا , فشخصى لن يكن أغلى من شخص ومكانة “شيخ الأزهر “
الذى هاجمه قطاع كبير من السلفيين ,
ترحمى على “نصرالله ” وتضامنى مع كل حركات المقاومة ,
هو تضامن إنسانى فى المقام الأول ,
عابراً لكل الإيدولوجيات والنعرات الطائفية والمذهبية والتراشق
السياسى المتعصب ،
فكل مقاوم ضد هذه الحرب البربرية الsهيونية ,
سنياً كان أم شيعياً ، عابدا للبقر كان أم ملحداً ,
إلى آخر هذه التصنيفات المعلبة له فى قلبى مكانة خاصة ،
فهو يمثل لى الشرف ,الكرامة ,الرجولة ,المروءة , الدفاع عن الأرض . العرض والهوية ,
إلى آخر تلك القيم التى تاهت منا وسط ثقافة الجلباب والنقاب !
دعونا نقفز على ذلك كله ،
ولنناقش بموضوعية المسوغات والسرديات التى ساقها جهابذة
الفقه فى ردودهم على نعي نصرالله ,
وهى جميعها سرديات من نسج العدو,
يبثها من خلال أبواق عربية مطبعة ومنها #لا_يجوز الترحم على شيعى,
وتلقيبه بالشهيد وهو الذى سب السيدة” عائشة” ،
الشيعة أخطر على الأمة من اليهود ” .
ورداً على ذلك .
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام
” مَن قُتِلَ دون ماله فهو شهيد ، ومَن قُتِلَ دون نفسه فهو شهيد ،
ومَن قُتِلَ دون أهله فهو شهيد “،
وبخصوص السب لم يثبت على “نصرالله” أنه فعل ذلك بل أنكره كثيراً .
■ “الدم سينتصر على السيف
” “حسن نصرالله ” منذ ١٩٧٣ لم يوجد عربى أذل الsهاينة كحركه
حماس مثلماً فعل نصرالله,
الذى قدم فى سبيل قضيته نجله شهيداً ,
ورفض أن يقايض بدمه ، عوضاً عن إسترداده الجنوب اللبنانى من العدو ٢٠٠٤.
والذى كبد العدو خسائر فادحة ،ولولا إنخراط حزب الله فى سوريا ,
مناصراً نظام بشار الدموى ، وتماهيه مع تجاذبات الثورة السورية,
بإشتراك أطراف عدة سنية وشيعية ، عربية وفارسية وتركية وغربية,
جعلت “نصرالله ” مأزوماً بهذه التجاذبات ،
فلم يكن يملك أى خيار رومانسى ,
أو إحتمالية النزول على أى مسطرة صوابية سياسية ،
وذلك قطعاً لا يسقط من على كاهله حق الدماء السورية التى سالت,
مثله مثل شيوخ السنة, التى جيشت للقتال فى سوريا ،
فلولا تلك الخطيئة لكتب سجله بأحرف من نور .
ومنذ اللحظة الأولى للحرب فى غزة ,
أعلن نصر الله أنه منخرط فى الحرب ,
دفاعاً عن غزة ، إلى ان أستشهد فى سبيل قضيته العادلة,
دفاعاً عن أرض وعرض ومال المسلمين ,شيعة وسنة
وأرض وعرض كل المكون اللبنانى والفلسطينى
فى وقت خنوع المحور السنى باكمله
مرمى فى أحضان الصهيونية ،
((فالرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال ))
■ “الشيعة أخطر على الأمة من اليهود “
اما سرديه الشيعه أخطر علي الامه من البهود.
فقد نسفتها معركة ” طوفان الأقصى “,
حيث ضبطت إيران الشيعية متلبسة بدعم حركات المقاومة فى
فلسطين,,لبنان ,اليمن,سوريا والعراق .
بينما المحور السني مرتمي باحضان العدو ويردد سردياته,
■من خلال متابعتى للأحداث , لاحظت مؤخراً
إنتشار سردية واحدة يرددها بعض التيارات السلفية, من جهة
والتنويريون الجدد من جهة أخرى ،
السردية واحدة لكن كل بصيغته ، مفادها تثبيط عزم المقاومة ,
والتشكيك فى قدراتها وتحميلها الدم المسفوك ، هذه السردية قطعاً . تخدم العدو الصهيونى .
■ النصر حليف المقاوم
و يطول الوقت وتتعاظم التضحيات لكن النصر حتماً حليف المقاوم
صاحب الأرض وأمثلة التاريخ كثيرة ،
فيتنام دفعت فى سبيل التحرير مليون من خيرة الأبناء والآباء ,
وفى النهاية خرج الأمريكى يجر أذيال الخيبة والخزى والعار ،
هذا ليس كلاماً عاطفياً بل هو قراءة لحقائق التاريخ .
■أما بخصوص الإتهامات المعلبة
التى يقذفها أنصار التيار السلفى فى وجه محاوريهم ,
حاولت قدر الإمكان أفتش عن جذور الذعر والتشنج
التى تنتاب المجموعات القاعدية السلفية عند أى إشتباك فكرى ، بعض النتائج منها على سبيل المثال لا الحصر ,
تلك المجموعات لا تفصل بين النص والتاريخى ,
فالنص إلهى مقدس والتاريخى روايات متداولة وآراء فقهية بشرية قابلة للأخذ والرد .
تلك المجموعات تمارس غلواً فى تسييد رؤيتها ,
فضلاً عن أقحامها للدين فى كل شاردة وواردة وبصيغة الأمر افعل ذلك ولا تفعل ذلك ،
لعلكم تذكروا
اللافتات على قارعة الشوارع ! ابان ثوره يناير من عينة “الحكم للشريعة” و “صلى على النبى”
إلى آخر تلك الممارسات الإستعلائية صاحبة الوصاية على القطيع !
حتى يتسنى لهم التحكم فى إعادة صياغة وهندسة عمليات الضبط الإجتماعى ,
من خلال فرض الوصاية .التحذير والوعيد على منطلقات التفكير ذاتها وتلك طبيعة التنظيمات الأصولية .
● وفى الأخير بات فى يقينى . أن تلك الجماعات المنغلقة التى ذهبت لتبحث فى التاريخ والنصوص تاركة الأحداث والواقع.
بقلم / هيثم الشبيخ